في جديدها الأدبي تحاكي بشاير الشيباني الطبيعة وتغوص في أعماقها حدّ التماهي لتشرعها في نصوص أدبية وسمتها بـ (حديث الغيم) وهي في محاكاتها الطبيعة تحاكي ملكوتها الروحي الطافح، فتقف في محرابه تستجدي بآياته لتحمله إلى تخوم قصية أكثر رومانسية ممتطية بتأملاتها الغيوم تشكو لها همها وتبثها أحزانها بعيداً عن البشر.

تحت عنوان "والشرفات الخاوية تطرد الأمنيات" تقول الشاعرة: " ... أجلس بين الغيم، ورائحة الزيتون، ضحكات شجر اللوز، والستائر المطرزة الإنتظار خلف قهقهات الريح، أحوك ارتعاشي ببرد المساء. والشرفات الخاوية تطرد الأمنيات... وأنا هناك، وحيدة .. متكئة على نجمة تناثرت من عقد السماء، ألتحف بفستانها الأرجواني الساتان، وأشرب نخب غربتنا، أشتعل ببقايا أنفاس ليلة البارحة، وأحترق بصمت ...". هكذا تحمل الشاعرة روحها المنهكة بالأوجاع والفقه والغياب وتبثها عبر النص، فتتشكل المعاني عبر طاقة تعبيرية خلاقة تتجسد داخل النشيج الشعري وتدخل في صناعة خطابه ومساره الذي سوف تفصح عنه عناوين النصوص التي قسمتها الشاعرة إلى مجموعات هي: "تحت المظلة" ، "ص. ب. إليه " ، "شرفة" ، "كوبليه" ، "رقص منفرد" ، "ديجانو".

"لي معك في كل زاوية من زوايا ذاكرتي، طاولة وكرسيان، مفارش ملونة، مقاهٍ تطل على الليل، هدايا وشموع تفوح برائحة التوباكو والصندل، بقايا برد ينتزعه دفء لمساتك، سفر وأمتعة وقطارات، أغانٍ وعزف على أوتار الشوق."