ربما يكون إعادة نشر "موسيقى صوفية وقصص أخرى" بمثابة إعادة الاعتبار للكاتبة لطيفة الدليمي ولكتابها "الحائز على جائزة أفضل كتاب قصصي 1994".
في الكتاب مقالات للكاتبة وقصص قصيرة جاءت بعناوين مختلفة هي: رابسوديات العصر السعيد، موسيقى صوفية (رواية قصيرة)، سليل المياه (رواية قصيرة)، البحث عن شجرة الحكمة، أخوات القمر، أساطير ديكة الجن (رواية قصيرة).
وعود على بدء، وتحت عنوان (ذلك الآخر الذي يحرضنا) تفتتح الكاتبة مجموعتها بملاحظة حول روايتها الموسومة بـ (موسيقى صوفية) وتقول: "استوحيت ثيمة روايتي القصيرة (موسيقى صوفية) من حياة الشاعر الفيلسوف الراحل (عزمي موره لي) وصديقته ورفيقة حياته الشاعرة الراحلة (ناديا نصار) مع اختلاف الرواية اختلافاً كلياً عن حياة ومصير الشاعرين.. كنت قد زرتهما في منزلهما الدمشقي سنة 1979 ولم اكتب القصة إلا في 1989، أحرينا حوارات كثيرة في الفلسفة والشعر والتصوف، وذات ليلة... عزف الشاعر مقطوعاته الصوفية على العود فحملتني أنفامه بعيداً وعزلتني عن البشر والمكان والزمان لأحلق على أجنحتها نحو مدينة (قونية) التركية مستعيدة زيارتي لضريح مولانا جلال الدين الرومي وفي تلك اللحظة انبثقت ومضة القصة..."
وفي الرواية تبدو (سامية النعمان) على الرغم من رحيل زوجها إلا أنها رفضت الاستسلام لفكرة الموت وظلت واقعة تحت هيمنة تلك الموسيقى الصوفية التي كان يعزفها في حياته تغمر البيت، ونجحت في تجاهلها هذا الشعور :مدفوعة بإحساسها المزلزل: الزمان يتبدَد والحياة –حياتها- تمضي بسرعة الضوء، وإن ما تبقى لديها من عمر قد لا يتجاوز بضع لحظات كونية ثم ينطفئ كل شيء..."